![]() |
#1
|
|||
|
|||
وطنٌ ضائعٌ ..... يا أهلَ الخيّرِ..... وطنٌ ضائع ...
فهل من لمّحَ على ناصيةِ الخرائب وطناً بعمِّرِ الأبجديّة، يعتمرُ الحزن، ويعلقُ في حنايا الرُّوحِ كذاكرة. و هل من ضمّدَ في غفلةٍ عن الحروبِ جراحَ وطنٍ، يغلفُ صوتهُ الحلبيُّ موالٌ الوجع، و يرتدّي الياسميِّن الدِّمشقيَّ المخضَّبَ بالفجائع. وطنٌ ضائعٌ ... يا أهلَ الخيّرِ.... وطنٌ ضائع ... صافٍ...كدمعَّةٍ متوسِّطيِّة، و ينبضُ بالدِّفءِ ...كرمّلٍ تدمريّ، و من أحزانهِ تتسربُ روائحُ العنبِ و الزَّيتون. متى أضعناكَ ؟ وعلى أيّةِ مفارق تهّنا عن يديكَ فتاهَ العمرُ عنّا ؟ و في أيِّ الموانئِ خدعتنا فتنةُ البحرِ، فغصنا في أمواجِ الحقدِ، و لم نلحظ أنَ المياهَ غمرت ما تبقّى لنا من أثارِ أقدّامك. اعذرنا... لأنّنا ظننّا بأنّك تلتصق بِنا كأحدِ أطرافنا، وثابتٌ في الكونِ من أجلّنا، كما الشّمس ثابتةٌ في جسدِ السَّماء. اعذرنا .... لأنّنا لم نلتَفتْ يوماً لنتأكّدَ من وجودكَ على محاذاةِ خطواتنا، فهل يستفقدُ الإنسانُ ظلّه ؟ اعذرنا... لأنّنا لم نصدق يوماً قصّةَ الغولِ الذي التهمَ الشّمس، و لم تُقنِعنا يوماً حكايةُ الرّجلِ الذي فقدَ ظلّه، فكيف لنا أن نصدقَ اليوم أن هناكَ جيّشاً من الغيلانِ التهمَ أرضّك، وحولنا لمشرّدين نبحث بهذيانٍ محمومٍ عن ملامحَ تشبهُ ملامحكَ على امتدادِ خارطةِ الغربةِ المتّسعةِ كجرح ..... وها هي ذي الأخبارُ العالميّة اليوم، تُحدّثُ الكونَ كلّهُ، عن قصةٍ واقعيةٍ لشعبٍ أضاعَ وطنهُ فأضاعّ ظلّه.... فهل تمتلكُ الأشباحُ ظلاً ؟ شعبٌ فرقتهُ الطّوائفُ والعقائدُ و الولاءات، و وحدتهُ الفجيعة ، فأخذَ يستغيثُ بصوتٍ تسربَ حتَّى أقصى الدّروبِ البعيدة وتسلّلَ عبرَ عتباتِ الأبوابِ المغلقة : وطنٌ ضائعٌ ... يا أهلَ الخيِّر... وطنٌ ضائع ... |
Sponsored Links | |
|
#2
|
||||
|
||||
وطن ضائع..يا أهل الخير ....وهل من أهل خير يسمعون؟؟
رائعة جدا ربى..كل كلمة وكل فاصلة وكل نقطة في محلها.. لا فض فوك..
__________________
الرب راعي فلا يعوزني شيء.. في مراع خصيبة يربضني ومياه الراحة يوردني.. |
#3
|
|||
|
|||
ربا
بلا مجاملة موضوع جميل وشعرت بمتعة الادب بشكل كبير ربما كنوزك الادبية حان موعد رؤيتها والانبهار يزداد ............ خارج النص ............لمحة عن اولادك دومي بخير |
#4
|
||||
|
||||
جميلٌ هذا البووح أخت ربى ....سلمَ الفكر والقلم................
|
#5
|
|||
|
|||
شكرااا أنجيل أنت الرائعة يا صديقي
شكرا كتير سالم للكلمات المشجعة اللي بعتز فيها كتير ... عندي صبي 11 سنة وبنوتة 7 سنين بعد مرور اكتر من سنة بالغربة صارت امورهم ممتازة دراسياً ونفسياً ويا خوفي تطول هالحرب بسوريا و تصير فرنسا هي الوطن الآمن اللي ما رح ينوحوا ضياعو متل ما ضاع وطن أهلهم ,,, شكرا لسؤالك واهتمامك دكتور ماجد شكرااا للمرور الجميل والكلمات اللطيفة |
#6
|
|||
|
|||
آه يا ربى تجيدين الضرب على الأوتار والضغط على الأعصاب وتثيرين الآهات أكثر ما هي مثارة ومتألمة وبأجمل العبارات الأدبية والشعور الوطني الصادق المتشائم , فما أجمل ما تكتبين وأتمنى أن نعود للأمل من جديد ويعود الوطن معافى وشكراً لك .
__________________
الصديق كالوريد يمد القلب بالحياة |
#7
|
|||
|
|||
شكرا سيد مطانيوس لمرورك ولتعليقك المؤثر .....امام كل هذا الكم من الشعور بالعجز والقهر على حال الوطن ... هرب الكثير منا إلى السطور فهي تملك سعة الصدر لاحتمال ثقل أوجعنا و خيبة آمالنا ... ولكني أشاركك الرجاء أن يلوح في الأفاق قريبا الامل بعودة بلدنا الغالي سالماً معافى
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
Sponsored Links | |
|