![]() |
|
#1
|
||||
|
||||
في ضبابٍ لا أرى فيه نهايةً لطريق ... يأخذني الشوق إلى متاهات الماضي, كيف كنا نعيش بساطة الحياة دون تعقيد, نتراكض فرحاً بخطوات صغيرة تنقلنا إلى أمكنة كنا فيها صغاراً غير آبهين باعباء الحياة وعقدها, لها في ذاكرتنا كل شيء جميل, متجاهلين كل خوفٍ قد يأتينا به حاقدٌ أو سارقُ بهجة ... وفرَحاً يمدُنا به الآمان الذي كنا نعيشه دون خوف, سحقاً أيها البشر أين أصبحنا من الماضي, أسيرُ اليوم والخوف يملأُ الثواني العابرة في طيات الزمن العاتي , الذي نعايش فيه أمسيات الحاضر بترقب شديد الألم من مجهول قد يأتي أو لا يأتي, ويعتصم في دروبنا مانعاً أيانا من أن نعيش حياتنا كما تعودنا ... أو على الأقل كيفما نريد. تباً منها حياة, كلُ ثوانيها ترقبٌ وخوفٌ وعياء, أطفالٌ تترقبُ حركاتَ عيونِ كبارِها وهي تتسارعُ بوضوحٍ كما الشمس كي لا يفوتها عابرُ طريق ملأ قلبَـه حقدٌ أعمى, قد تـكون على يده نهاية حقبة زمنية قَـصُرَت سويعاتها أم طالت عاشها المرء منا كيفما كان, حركاتٌ ترجمتها مقـلُ الأطفال خيانة لهم مـِن مـَن أودعتهم سرَ الطفولة, خيانة استساغها الحاقدُ بثمنٍ بخسٍ باع فيه شرف الطفولة ... وحياء وطن, علمونا في زمنٍ, كنا نصدق فيه كل شيء ( وقد يكونوا مخطئين ) إن المنتصر هو مـَن يكتبُ التـاريخ, فـ آمنا بهذا القول, ولكن لم يقولوا .. أو لم يعلِّمونا بأن مـَن يسفك دماً حُـرِّم عليه سفكه .. بأن التـاريخ هو الذي سيكتبه يوماً وسيؤرخ حتماً ما قد فعل, لأنه هو الخاسر .. حتى لو انتصر. وطنٌ استباحته العيون وخانته الأفئدة, يتخبط بأمواجِ محيطٍ غادرٍ كـَغريقٍ لا يعرف السباحة, وهو الذي علَّم أبناءَه العوم, مصدوماً مما قد حدث ويحدث لأنه لم يصدق بأن الزمن الغادر تغلغل في سـويعات زمنه الحاضر محاولاً قتل روح المحبة التي تَعِبَ وجاهد لإيجادها وإحلالها بين أطيافه المتنوعة, وهدم كل ما بناه منذ أيامه العتيقة, وطنٌ أبكى الشرفاء على أبناءٍ ذهبت دمائهم غدراً في غير مكان وغير زمان, أبناءٌ كان لهم مستقبل حياة لبناء وطناً أجمل. من أجل عيون مـَن تُـراق الدماء ... أمن أجل الأبقاء على وجهة النظر المخالفة لأن نقول للعالم بأنها ديمقراطية أم من أجل الحرية أم .. أم .. أم .. هناك الكثير .. الكثير مما لا نتفق عليه, ولكن هل عندما لا نتفق نُـريق الدماء, متناسين بأن لنا عدو واحد أحد يتربص بنا, ألا يمكن أن نلتـّف حول طاولة يقولون عنها مستديرة ويضع كلٌ منا أيها الأخوة الأعداء ما لديه فوقها, أم أنه سوف نتذرع بأن الآخر لا يمكن أن يكون محاوراً نزيهاً وكفى..؟؟ لتبقى الأمور كما هي عليه الآن ..؟؟!! هل إن اغتيال ستة من نسور الوطن وضابط فني وثلاثة صف ضباط ( جويين ) بضربة واحدة مبَّيتة لها في مدينة حمص ابن الوليد العدية تصبُ في مصلحة الحرية التي يُجمع عليها كل مواطن سوري شريف.؟؟, هل بتلك الاغتيالات والأعمال..والتي بها نمنع عن الوطن أفضل ما فيها من خبرات لـ تصبح عارية من لا شيء أمام العدو الوحيد الأوحد فيرتاح..؟؟ أين أنتم أيها البالغون الشرفاء من حمايتكم للوطن ولترابه..لا والله .. إن كل ما يحدث في سوريتنا سيؤدي إلى خرابها .. نحن وأنتم أيها السوريون في كل شبر من هذه الأرض الطيبة جميعنا مسؤولون عن الغضب الذي ستأتي به أمنا الأرض ( سوريا ), وهل بعد كل ما حدث ويحدث ... نقول ... سلمية .. سلمية .. سلمية ... عذراً منكم أيها السادة لقد عثتم بالأرض فساداً ... ولن تسامحكم دماء الأرض لأنها من دماء أبنائها تسـتقي ... لتـنبت ورود مستقبل جديد خالٍ من كل حقدٍ وكرهٍ لا يهدم ... أما نحن سنذهب جميعاً إلى مجاهل التاريخ .. وستبقى أرض سورية ( سوريتنا ) إلى الأبد أصل الحضارات ... حتى ولو نكلّ بها اليوم ابناؤها .. سامحكم الله .. ( حبيب العمر ـ إيلي سويد )
__________________
الأرض التي تقع عليها متـألماً عليها تتكئ وتقف من جديد
|
#2
|
|||
|
|||
مشاركة :
لستُ متفاجئاً مما قرأتُ ،فأنا أعرفُ جيداً، أسلوبكَ المتين ولغتكَ الرصينة ،وأعرف أيضاً حماستكَ التي تصدرُ عن روحٍ غيورةٍ مندفعةٍ في حبّ الأرض والناسِ ومكارم الأخلاق ِ ،والأهمُ من هذا وذاك هوَ أنني أوافقكَ على أفكاركَ الساميةِ التي ترصدُ روحَ الجماعة بأبهى صورها،وأؤكد معـكَ أن سوريـةَ َ العزيزة ستبقى شامخةً ً مرفوعة الرأس ،عصيةً ًعلى مختلفِ أنواع الضغوط، وأنها ستتجاوز ُمحنتها بعون الله . |
#3
|
||||
|
||||
أبا محفوض :
أشكر لك هذه المشاعر الطيبة , ونأمل معاً أن تخرج سوريا من هذا الضباب إلى النور من جديد , وتعود المحبة التي كانت تجمع بين الناس مبتعدين عن كل ما هو قادر على تدمير سورية , وإفشال ما يريدون الانجرار له صاغرين , وساقول معك ( سورية العزيزة ستبقى شامخة مرفوعة الرأس ), ,إن شاء الله نتجاوز معاً نحن السوريون تـلك المحنة الكبيرة بأقل الخسائر , وذلك بعودة المحبة لتعيش من جديد في قلوب الناس. ( إيلي سويد ـ حبيب العمر )
__________________
الأرض التي تقع عليها متـألماً عليها تتكئ وتقف من جديد
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
Sponsored Links | |
|