![]() |
#1
|
|||
|
|||
زمن العار ... عار نراه ونلمسه ولا نحرك ساكناً حكاية سورية زمن العار دراما اجتماعية مثيرة للجدل والنقاش فالعنوان كان مميزاً وجذاباً لافتاً للانتباه فالمتابع لهذه الدراما من بدايتها قبل أن تنقشع الخيوط كاملة وتتلاشى يفهم منها وكأنه يتحدث عن انحلال خلقي وتفشي أمراض مختلفة في بيت «بطل العمل»- خالد تاجا- أبو منذر هذا المسلسل بما فيه من عار- أخلاقي- اجتماعي- إنساني- إلخ، تتعدد فيه الأوجه من فساد ورشوة ونهب للمال العام «نورس» مع صديقته «روضة» ويزداد فيه الرياء والكذب وكأن هذه المفاهيم التي تتعلق بالشرف مع وجود «قوس قزح» في هذه العائلة المفككة سواء بدور مكسيم خليل «نورس» الشاب المرتشي من خلال الوظيفة التي يشغلها في مديرية النقل وتظهر هذه المديرية على أنها المثل الأعلى لتفشي الرشوة والفساد وكذلك قلة الاحترام والتهذيب والتمرد وفي بعض الأحيان الاحتقار لوالده عندما عرف بأنه مغرم بفتاة وينوي الزواج منها ولكن عندما نعرف أن نورس يعلم بأن والده سبب وفاة والدته تنجلي لنا صورة واضحة عن العار الذي نعيش فيه. هذا الشاب المرتشي يصحو ضميره ونخوته عندما يعلم بأن أخته حامل من جاره وهو جميل «تيم حسن» الذي قام بإغوائها ويسيء إليها ويستغل الوضع المأساوي الذي تعيشه في بيت أهلها من إهمال أهلها لها وعدم التفكير بها كإنسان له عواطف وأحاسيس وحوائج «مادية وجنسية» ثم يكفر عن غلطته بأن يسجلها بعقد براني عندها تحاول هذه الفتاة التخلص من الجنين لكن يفتضح أمرها قبل أن تقوم بإجراء عمل جراحي وسبب لها صدمة وفاة والدتها عندها يحصل زلزال في منزل بثينة نتيجة فعلتها مع عدم مراعاة لظروف تلك الفتاة البائسة التي عاشت 11 عاماً وهي كالسجينة تقوم بخدمة أمها المريضة وإخوتها وأبيها ناسين أنها إنسانة لها كيانها وتملك من الأحاسيس والمشاعر ما يكفي لها أن تحب وتحس بأنوثتها وهذا بنظر المجتمع عار قامت به بثينة دون مراعاة لمشاعر تلك الفتاة البائسة والظروف التي عاشتها في خدمة أهلها وإخوتها وحرمانها من أبسط حقوقها في الحياة ألا وهو حق التعليم. أما الأب الذي نسي أولاده وبيته وزوجته المريضة وسار خلف نزواته فقد دمر بيته من أجل الزواج من امرأة لعوب «سمر سامي»- سهيلة- ثم تسجيل البيت باسمها بالاتفاق والتآمر مع ابن أختها حسان ذلك الشاب المرتشي الذي لا يهمه سوى جمع المال من أينما وكيفما حصل عليه. هل كل ما جرى من أحداث ملأى بالعار الاجتماعي والإنساني لا يظهر إلا عار الشرف عندما فقدت بثينة عذريتها والجميع تبرأ منها. هل اختلاف وتعدد وجوه العار لا أحد يراه في هذا المجتمع سوى عار الشرف الذي يتعلق بفقدان المرأة لعذريتها وعلى أساسه تراق دماء كثيرة بحجة غسل العار والكل يعرف ما يسمى جرائم الشرف وسببها عادات وتقاليد قديمة لا تبصر ولا ترى النور؟ حتى إنه لا أحد يعرف العار بمعناه الصحيح فنحن وبشكل يومي نراه أمام أعيننا ونلمسه بأيدينا من فساد ورياء وكذب ورشوة ولا أحد يستطيع أن يحرك ساكناً من أصغر مؤسسة إلى أكبرها. هذه دعوة إلى الانتفاضة على مفاهيم العار التي نعيشها والتي أصبحت من أبجديات المجتمع الذي لا يراها عاراً. إعداد : تيسير مخول . |
Sponsored Links | |
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
Sponsored Links | |
|