الصديق أبو جورج مرحباً بكَ : بدايةً أشكرك للقراءة والتعليق ، وايضاً لإعجابك بالقصّة ووصفها بالروعة ، وتشبيهك لي مجازاً بمشاهير القصّاصين .
أمّا بالنسبة لموقع الكرم ، فليس من الضروري أن يكون في زيدل ، ولا أن تكون أشخاصه من بنيها ، ويمكن أن يكون في أيّ مكانٍ آخر ، وما أراهُ : إنّ ذلك لايقدم ولا يؤخِر .
ومن جهة الإسقاطات التي تحدّثت عنها ، لا أرغب بالدخول بسجالٍ في هذا الموضوع ، لما لهُ من حساسية مفرطة ، فقط أرغب بالإشارة لبعض النقاط بغيّة توضيحها وهي :
أوّلاً : بفقرة من التعليق تقول : ( ليس الوطن هو المكان فقط ) وأنا أرى أنّ المكان الذي نعيش فيهِ ونأكلُ من خيراتهِ ونشرب من سلسبيل مائه ، هو وطنٌ ، صغر هذا المكان أو كبر .
ثانياً : في فقرة أخرى ، تتهمني بالجور على الوطن والمهاجر ، ولا أعلم من أين أتيتَ بهذا الاتهام ، فأنا لم أتعرض للذين هاجروا لأجل تحسين أوضاعهم ، لامن بعيد ولا من قريب ، ربما كان عتبي على هؤلاء الذين تركوا البلاد بسب الأزمة ، وذهبوا هاربين ، متخلين عن واجباتهم ، تاركين الوطن لمن يدافعون عنهُ ، وهؤلاء لايصح أن نصفهم بالمطرودين .
ثالثاً : في فقرة تالية تقول : ( العودة إلى الوطن من أجل أن نموت فيهِ عبثيّة ) فياصديقي ، ليس لأحدٍ أن يطالب أحداً بالعودة ، وليس البقاء في الوطن من أجل الموت فيه ، وموت الكلب في القصّة ، لم يكن لتكريس مقولة ( من أحب وطنه فليمت فيه ) بل كان لإظهار قيمة التمسُك بالأرض ، بالرغم من الظروف الصعبة ، وحتّى النفس الأخير ، وهنا يخطرني ردٌّ لمسؤول كبير جاء فيه ( هنا ولدنا ، وهنا نعيش ، ونبقى هنا إلى أن نموت ) فهل هذا يعني أن تمسك ذلك الرجل العظيم بوطنهِ ، كان من أجل أن يموت فيه ؟
في مطلق الأحوال : أنت صديقي ، وستبقى كذالك ، وسأحترم رأيك وإن كنت أختلف معك فيهِ ، ولك منّي خالص الحبّ والاحترام .
|